الباحثقطر, 2022
قرارات مجمع الفقه الإسلامي تجمع القديم الصالح والجديد النافع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد!
القضايا الناشئة معقدة وحساسة، وتأثير الفتاوى
الصادرة عنها، سواء كانت سلبية أو إيجابية، لا تؤثر فقط على الأمة الإسلامية بل
على البشرية جمعاء، ففي مثل هذه المناسبة، لا ينبغي ربط مصير أمة أو جماعة بفتوى
شخص واحد يصدر فتوى صحيحة أحيانًا وفتوى خاطئة أحيانًا، ولكن مثل هذه التساؤلات
والقضايا يجب مناقشتها في المؤسسات الأكاديمية، حتى يتمكنوا من البحث عن علته
وتقييم آثاره وفهم آثاره ، وبعد المناقشة والبحث يمكنهم إصدار فتوى صحيحة وكاملة
في هذا الشأن، خاصة في عصرنا هذا، فقد أصبح ضروريًا حيث أن الشروط والمتطلبات المنصوص عليها في مبدأ
الفقه أصبحت أمرًا صعبًا.
وفي هذا السياق، برزت فكرة إنشاء أكاديميات فقهية
دولية ووطنية، فتأسس أولاً مجلس البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر عام 1961، ثم
تأسس المجمع الفقهي الإسلامي عام 1977 تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي، ثم تم
إنشاء مجمع الفقه الإسلامي الدولي عام 1981 برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي، وبعد
ذلك تم إنشاء أكاديميات الفقه في دول مختلفة، وخاصة في منطقة الأقلية المسلمة، ومن
أهم هذه الأكاديميات مجمع الفقه الإسلامي - الهند ، والذي تأسس عام 1988، والذي
حدد العديد من الأهداف العظيمة لتحقيقها؛ وأهمها:
1۔ إيجاد حلول للمشاكل الناشئة عن التغيرات
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصناعية الحالية والتطورات الحديثة في ضوء
الكتاب والسنة وآثار الصحابة وتفسيرات الأئمة والسلف الصالح. وفقا للنصوص
الإسلامية.
2۔ إيجاد حلول للقضايا التي نشأت في العصر الحديث
أو القضايا التي تحتاج للمناقشة والبحث في الظروف المتغيرة من خلال البحث الجماعي
في ضوء مبادئ الفقه الإسلامي.
وبعد تواصل دائم مع هذا المجمع المرموق، وحضور
بعض ندواته ومؤتمراته ، وقراءة قراراته وتوصياته وفتاواه، توصلنا إلى استنتاج
مفاده أن هذا المجمع يلعب دورا كبيرا في مجال القضايا الفقهية وحل المشاكل التي
يواجهها المسلمون الهنود. هذا، ويقدر عدد المسلمين في هذا البلد بأكثر من 200
مليون منتشرين في مناطق نائية من شبه القارة الهندية.
ومن الجدير بالذكر أن المسائل الفقهية التي قام مجمع
الفقه الإسلامي بحلها، قد قام فيها بمراعاة
أسس وأهداف الشريعة بشكل واضح، ولا شك أن قرارات المجمع هذه تجمع القديم
الصالح والجديد النافع.
ومن بين أهم السمات لهذا المجمع توحيد المسلمين وتوحيد علماء الأمة على المستوى
الوطني،
فيجتمع العلماء من مختلف المذاهب الفقهية
والمدارس الفكرية في ندوات مجمع الفقه ويناقشون الموضوعات والمحاورالمقترحة، كما
يستعينون بالخبراء في مواضيع محددة مختلفة لتحليل القضايا، وكل هذا يحدث في بيئة
أكاديمية بحتة يسودها جو الأخوة والمحبة.
"وفي معظم قراراته، يستفيد المجمع من دراسات وأبحاث منشورة مسبقًا،
وينشر أكبر عدد ممكن من الكتب المفيدة والنافعة.
وباختصار، فمجمع الفقه الإسلامي – الهند هو إضافة
مرحب بها إلى جهود أكاديميات الفقه الدولية، وهو جهد كبير في خدمة الفقه الإسلامي
وثروة قيمة في مجال الاجتهاد الجماعي الذي لا يستفيد منه المسلمون الهنود فحسب بل جميع
العالم الإسلامي، وذلك لأنه فتح آفاقًا جديدة في الفقه الإسلامي، ونشر روح
الاجتهاد الجماعي، وخلق وعيًا عميقًا لحل المشاكل والصعوبات التي يواجها المسلمون.
الدكتور علي محي الدين قره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
نائب رئيس المجلس الأوروبي للمناقشة
)ملخص: كلمات الانطباعات(
VIEW DETAILS